قصة: محمد هيبي
!جدّي تعال … ينتظرون –
قالها حفيدي الذي طرق الباب ودخل مكتبي الذي يُحظر عليّ فتح بابه خوفا من تسرّب دخان سجائري إلى باقي غرف البيت! قادني حفيدي إلى غرفة شبه مظلمة، عند بابها انتظرني حفيد آخر، قادني إلى طاولة مستطيلة وضعت وسط الغرفة، عليها بعض مصادر نور خفيف، وقد تحلّقها من ثلاث جهات، أولادي وأحفادي الذين رأيت وجوههم بصعوبة. قادني حفيد آخر إلى الجهة الفارغة من الطاولة. عندها فقط رأيت على الطاولة ما أذهلني. نظرت إلى الحاضرين وأنا أشعر أنّني أقف أمام هيئة محكمة، متهمّا بجريمة الهزيمة السابعة والستّين. حاولت أن أصرخ ببراءتي، إلّا أنّ العيون التي رأيتها تنظر إليّ، كانت كلّها تصرخ بالإدانة. ومن غير أن يأتي أحد بحركة، أو ينطق آخر بكلمة، ناولني أحد أحفادي الصغار، سكينا تكاد تكون بحجمه. وما أن أمسكت بمقبضها حتى بادرني حفيد آخر أكبر منه سنّا:
!الطعنة الأولى لك، اطعن وجهك –
قالها بكل بساطة، ولكن بلهجة آمرٍ مسؤولٍ عن إدارة مسرح جريمة سوف تُرتكب بعد قليل، وقد أعدّوا لها كلّ ما استطاعوا من قوة ورباط الخيل! وجدت نفسي محاصرا ليس أمامي أيّة فرصة للتردّد أو التهرّب من تنفيذ الأمر. فلجأت إلى حصني الأخير، ورفعت لكيلا أفقد هيبتي أمام الجمع الغفير، السكين بيد تظاهرت بأنّها لا تعرف الخوف والتردّد، وبكل بساطة … طعنت وجهي!
فجأة، سطع النور في الغرفة، وتعالت الموسيقى، وصدحت الأصوات بالغناء … وتوالت الطعنات …
وسط جوّ من البهجة والفرح. تشوّه وجهي، وبدأت الأفواه بأضراسها التي لا ترحم، تلوك معالمه!
:نظرت إليهم بفرح عارم، رفعت نخب محبتهم وبدأت ألوك معالم وجهي معهم قائلا
صحتين” … ما أسعدني بكم … كلوا واشربوا هنيئا مريئا … حفظكم الله للأيّام ولي –