باللهِ يا رمضانُ سلّمْ
شعر: محمد هيبي – 29 رمضان …
أنا المواطنُ العربيُّ
موءودٌ بشرعِ قبيلتي
وكذا، شرعُ اللهِ موءودٌ
بشرعِ قبيلتي
فهلْ في بلدي مِنْ سائلٍ عنّي؟!
* * * * *
أنا المواطنُ العربيُّ
في بلدي
يتيمٌ …
أسيرُ في شوارعها
عارياً حافي
ترفضُ الدنيا احتوائي
أو بقائي
إذا ما سِرتُ يوماً
في شوارعِها
رافعاً رأسي
فكلُّ شرائعِ الأقزامِ …
والحمقى
تُقيّدُني
تُهدّدُني
وتريدُني عبداً …
ذليلًا في شوارعِها
ومنتظراً
بصبرٍ خارقٍ،
قدري …
متى يحملْ
إلى ظهريَ العاري
سوطَ جلّادي
أو إلى صدريَ المنخورِ
بروائحِ الغازِ،
خنجراً صَدِئاً
أو إلى رأسيَ المرفوعِ …
رصاصةً …
وكلُّ ذنوبيَ العظمى
أحْلُمُ …
في زمنِ الطغاةِ
وحكّامِ المهانةِ
والعسكرْ،
برفعِ الرأسِ، لا أكثرْ!
*****
أنا المواطنُ العربيُّ
في بلدي …
جوازيَ مدموغٌ بشرعتهم:
“هذا الكافرُ الزنديقُ
ممنوعٌ منَ السفرِ”
فلا أطيرُ
ولا أسافرْ
ولكنَّ رفيقتي …
حقيبةُ سفري
فيها شهادةُ موتيَ المؤجّلِ
لا شهادةَ دفني
في بلادي …
للدفن طقوسه الأخرى
يحتاج شهادة كبرى
لا يحتاجها مثلي
فهل يُدفنُ موءودٌ؟!
وأنا الموءودُ …
بشرعِ قبيلتي
وهذا العيدُ بعدَ الألفِ
قادمْ
ولا يمرُّ بحيّنا
منذُ عقودٍ …
لا يعرفُ ساحةَ بيتِنا …
باللهِ عليكَ يا رمضانُ
كيفَ تأتي إلينا
بلا عيدٍ؟!
أينَ العيدُ يا رمضانْ …
يا شهر فضائل الرحمنْ؟!
باللهِ عليكَ يا رمضانُ
إنْ صادفْتَهُ …
سَلِّمْ
أقرئهُ السلامَ منْ أهلي
ومنْ طفلي
قل له:
أنا المواطنُ العربيُّ
منذُ عقودٍ …
في “بلادُ العُرْبِ أوطاني”
منذُ استبدلَتِ استعمارَهم
باستعمارِنا الوطنيِّ
واستبدلَ الحكّامُ
شرع الله
برايةٍ خضراءَ
ذليلةْ
حبرُها العلنيُّ يشهدُ
لا … وأنَّ …
وحبرُها السرّيُّ يفرضُ …
“شرعَ زعرانِ القبيلةْ”
منذُ عقودٍ يا رمضانُ
لم نقطعْ صلاةَ التراويحِ
ولم يُؤذِّنِ العيدُ في مساجدِ حيِّنا
وأنا …
قبلَ التراويحِ …
وبعدَ التراويحِ …
صائمْ
عنْ لحومِ الضانِ صائمْ
وعنْ موائدِ الخرفانِ صائمْ
والصومُ يا رمضانُ
للسماءِ
يقولُ أجدادي
فهل في السماءِ من هادي
لا يدين بشرع قبيلتي؟!
أم أنَّ بؤسي …
وفقري …
وأعجبُ لِمَنْ … …
هي الهادي؟
هي الهادي!
* * * * *
أنا المواطنُ العربيُّ
يا رمضانُ …
أحذّركمْ
سأظلُّ أحلمُ
برفع الرأس حتى
يأذنَ الهادي …
وحتماً …
في يومٍ ربيعٍ مشرقٍ نادي
أزهاره بلونِ دمي …
سيأذنُ الهادي!
كابول: 4/7/2016