د. محمد هيبي
اعتاد رفيقي العزيز توفيق كناعنة، أبو إبراهيم، كلّما التقينا، وكما يفعل مع الكثيرين من الرفاق والأصدقاء، أن يصفعني “كَفّاً على عنطرة راسي”، من باب الحبّ والتحبّب والعشم. وكنت كغيري، أمازحه وأتقبّل فعلته بحبّ ورضى. ولكنّ “الكَفَّ” (الصفعة) هذه المرّة كان مؤلما، ربما لأنّه لم يكن على “عنطرة راسي”. وكان ردّى عليه، وقد يعتبره البعض مؤلما أكثر، على مراحل: الأولى يوم الجمعة، اليوم الأول للقائنا في المؤتمر الثقافي الأول، الذي أقامه الاتحاد العام للأدباء الفلسطينيين في قاعة بلدية عرّابة، وكنت قد علمت بردّه على مقالي ولم أقرأه بعد، كان ردّي قُبلة حبّ ومودّة طبعتها على خدّه. والمرحلة الثانية يوم السبت، اليوم الثاني للمؤتمر، وكنت قد قرأت المقال ووقفت على ما فيه من قسوة وظلم، فكان ردّى عليه سيلا من القُبَل. “على الأقلّ في حدا تْحرّك، وليس مهمّا في أي اتجاه”. مقالي هذا هو المرحلة الثالثة والأخيرة، التي تمنيت ألّا تكون، فقد وعدت رفيقي أبا إبراهيم، ألّا أردّ إن لم تُرغمني رقابة الحزب، وقد فعلتْ. ورغم أنّها فعلت، كما سأبيّن لاحقا، سيكون ردّي ليس من قاع الدست، كما توقّع رفيقي أبو إبراهيم، إنّما من بابه، وشوي شوي كما أشار في عنوان مقاله.
لم أكن عاجزا عن الردّ على أخي ورفيقي، الشاعر مفلح طبعوني، حين وقف بعد مداخلتي حول الرقابة في المؤتمر المذكور، وقدّم لي موعظته المفتعلة في “العيب والانتهازية”. مثلما لم أكن كذلك عاجزا عن الردّ على رفيقي العزيز، توفيق كناعنة، الذي ردّ على مقال لي بعنوان “لا أحد فوق النقد!”، الذي نُشر في الملحق الأسبوعي (الورقي) لصحيفة “الاتحاد”، الجمعة، 4/10/2019، ردّ بمقال عنوانه، “يا رفيق محمد هيبي … شوي شوي؟”، نُشر كذلك في الملحق الأسبوعي (الورقي) لصحيفة “الاتحاد”، الجمعة، 11/10/2019، أي بعد أسبوع على نشر مقالي. صحيح أنّ هذا الحوار قاسٍ، ولكنّه مفيد جدّا، شرط أن يتوخّى الموضوعية لا غيرها!
لا أعرف ما الذي توقّعه منّي، الرفيق الشاعر مفلح طبعوني، وقد فاجأني بموقفه الذي أسمح لنفسي أن أقول إنّه جاء من باب المزايدة مفرطا في انتهازيته، وبعيدا كل البعد عن أخلاقه الحميدة التي أعرفها، وأفكاره النيّرة. تنازلت آنذاك عن ردٍّ متسرّع. أمّا رفيقي توفيق كناعنة، فقد توقّع في مقاله، أنّ أردّ عليه بمقال “من قاع الدست”. ولكن لن أفعل، سأكتفي بمقال من باب الدست وشوي شوي كما طلب. فقد اتضحت لي الصورة الآن، وربما أكثر مما ينبغي. كلا الردّين ذكّراني بردّ الفرزدق على الحسين بن علي، كرّم الله وجهيهما، حين سأله الحسين عن خبر الناس، قال: “أمّا قلوبهم فمعك، وأمّا السيوف فعليك”. وانظروا بلاغة العبارة “وأمّا السيوف فعليك”، قال السيوف عليك ولم يقل سيوفهم عليك، لأنّ السيوف ليست سيوفهم، وإنّما هي سيوف السلطان يُقاتلون بها لحسابه، طوعا أو قسرا.
والآن، في ردّي هذا، لا أطلب من رفيقيّ العزيزين شيئا، إلّا أن يتعمّقا عقليهما ومشاعرهما، وسيجدان فيهما الحقيقة الراسخة التي طرحتها سابقا وأطرحها هنا. وأنا، فمن منطلق احترامي لهما ولمكانتيهما في الحزب وفي عقلي وقلبي، سأكتفي في ردّي عليهما، ببعض التساؤلات كمادّة للتفكير فقط، أرجو أن يقرآها بتأنٍ وعمق. كما أنّي أعلن هنا، أنّ مقالي هذا سيكون الأخير في هذه السلسلة التي جرّنا إليها من جهة، من شوّه الحقائق وزوّر التاريخ ووقف يتابع المعركة بجمود مفتعل، فهناك من يقوم بالمهمّة عنه. ومن جهة أخرى، جرّنا إليها موقفنا المتأرجح بين الشفافية والغموض والتضارب والقبّليّة، رغم اتفاقنا. لذلك أسمح لنفسي أن أتساءل:
ما العيب والانتهازية في أن أتحدّث عن رقابتنا الداخلية، بوضوح وشفافية وجرأة، في دراسة أكاديمية حول مصطلح علمي موجود في الأدب وعلم النفس، يُناقش في مؤتمر ثقافيّ، وهو الرقابة والرقابة الداخلية، ضمن محاضرة عنوانها، “الصحافة والأدب في ظلّ الرقابة في إسرائيل”؟ كيف سنواجه هذه الرقابة العنصرية المقيتة إذا لم نوظّف رقابتنا الداخلية بالاتجاه الصحيح؟ وكلاكما تعلمان أنّنا لا نفعل، ولا نقبل النقد الموضوعي الشفّاف!
ألم يكن ردّكما يا رفيقيّ، متسرّعا وقَبَليا خالصا، وقد برزت قَبَليّته بسبب التناقض، لأنّكما تنتميان لحزب منفتح حوّلته عقليتنا القَبَلية إلى قبيلة مغلقة ومنغلقة؟
أليس من العيب والانتهازية أن أُتّهم أنا بالعيب والانتهازية، وبالذاتية المفرطة، بسبب شفافية مقالاتي وجرأتها، والتي أثنى عليها الكثير من الناس، بينهم الكثير من الرفاق؟ وإن لم يكن قولكما كذلك، من باب عدم جدارة رأيي بالاحترام، فليكن غيره، احتراما للذين تريد استبقاءهم في الحزب أو تجنيدهم في صفوفه يا رفيق توفيق!
يعترف الرفيق توفيق كناعنة في مقاله، وهذا جيّد ويُحسب له، بأنّ كاتب “نوم الغزلان” قد أخطأ؟ ولكنّه يعرف أيضا أنّ بعض أخطاء المذكور، كان بحقّ الحزب ورفاقه، فلماذا لم يغضب لذلك آنذاك؟ إذا كان ذلك لبساطة أخطائه، فهي لم تكن كذلك أبدا. أو مثلا، هل اعتذر صاحب “نوم الغزلان” عن أخطائه الموثّقة في كتابه، أمام أحد الرفاق أو أيّ شخص آخر؟ لم يعتذر، فلماذا لم تُحاسبوه؟ لماذا لذتم بالصمت وصفّقتم له ولكتابه كعادتكم، قبل قراءته والوقوف على ما فيه من شرّ؟ لماذا قابلتم أخطاءه بالتهليل والترحيب، متجاهلين تزييف الحقيقة وتزوير التاريخ اللذين يُعتبَر الحزب أمينا عليهما أكثر من غيره؟ فهل كان عيبا وانتهازية أن أدافع أنا عن الحزب بطريقتي، وأن أغضب غضبة إبي إبراهيم، وأنتقد صمتكم. وهل مشكلتنا في كل هذا الموقف، هي مجردّ أزمة قراءة وفهم للمقروء، وقد سبق لكم أن حظرتم نشر مقال لي حول هذا الموضوع، أم هي أبعد من ذلك بكثير؟ ألا يجدر بنا أن نقف ونفكّر ونواجه؟ لأنّه إذا لم يجرؤ الحزب الشيوعي المعروف بصدقه وجرأة رفاقه، على مواجهة مثل هذه المعضلة، فمن سيفعل؟ وعلى من نستطيع أن نعتب إذا صمت؟
ألم يُساهم طمس مثل هذا التصرّف، أو قَصْر الحوار على دهاليز الحزب، بهدم الاتحاد السوفييتي العظيم. لماذا هلّلنا لـ “الرفيق” غوربتشوف عندما وقف في ساحات موسكو وجاهر بالبيريسترويكا (إعادة البناء) والغلاسنوسنت (الشفافية)؟ ولماذا لم تنفعا؟ قد يقول قائل لأنّ غوربتشوف قَدّم الدواء للمريض بعد موته، ولكن، ربما غير ذلك أصحّ. مسألة نظر وحوار. فالطبيب لم يكن يؤمن أصلا بما يفعل. فطموحه، كما انكشف لنا جميعا بعد ذلك، كان أمريكي الهوى؟ أليس هذا هو الدرس الذي يجب أن نتعلمه من انعدام الشفافية عندنا، ومن النهاية البائسة التي انتهى إليها الحزب والاتحاد السوفييتي نفسه، وتلك التي انتهى إليها “الرفيق” غوربتشوف؟
وسؤال بشقّين موجّه للرفيقين، شقّه الأول خاص بالرفيق الشاعر مفلح طبعوني، الذي انتهز الفرصة واعتلى منبر المؤتمر ليعلّمني الدرس: هل من العيب والانتهازية أن أتحدّث عن رقابتنا الداخلية، كمصطلح أكاديمي، بوضوح وشفافية وجرأة، كموضوع يُناقشه المؤتمر حول الصحافة والأدب في ظلّ الرقابة في إسرائيل، وليس من العيب والانتهازية أن تستغلّ منصة المؤتمر لتقول ما لا تُؤمن أنت به، فنحن أصدقاء وإخوة ورفاق، نعرف بعضنا جيّدا، ونعرف بماذا نُفكّر. ومن أين سآتي بالعيّنات والبراهين التي تُثبت ما أقول؟ نوّرني يا رفيق! وهل كان عليّ أن آخذ بعين الاعتبار، جهلك بالدراسات الأكاديمية ومتطلّباتها، وأنت الشاعر والأديب، وقد سبق لي أن كتبت دراسة أكاديمية حول شعرك؟ والشقّ الثاني، وهذا سبب الردّ على الرفيق توفيق: ما معني أن يُؤخّر الحزب نشر مقالي أسبوعين كاملين، ليتسنّى لرقابة الحزب أن تقرأه، وللرفيق توفيق أن يُجهّز ردّا عليه يُنشر في الملحق الورقي ويُنقَل إلى الملحق الإلكتروني، موقع صحيفة “الاتحاد” على الشبكة، بينما تقمع رقابة الحزب مقالي وتمنع نشره في الموقع؟ ألم يكن من الأفضل لـ “الاتحاد” الورقية ألّا تنشره؟ ألم يكن السبب الحقيقي لنشره في الصحيفة الورقية فقط، ليتسنّى لأحد الرفاق الردّ عليه ويُؤدّبني، وليس إيمانا بحرية الرأي والنشر، أو مصلحة القارئ؟ ماذا يُسمّى فرض الحظر على نشر مقالي في الموقع، إن لم يكن رقابة جائرة مقيتة وتصرّفا سلطويا معيبا، ولولاه، كما وعدتك يا رفيق توفيق، لتنازلت عن حقّي هنا بالردّ؟ أليس في هذا التصرّف استهتار بعقول القرّاء من رفاق وغيرهم؟ ألا يحقّ للقارئ الذي قرأ ردّك في الموقع، أن يسأل: أين المقال الذي تردُّ عليه يا رفيق؟ ولماذا لم يُنشر هنا، لنقرأه ونتأكّد من مصداقية ردّك عليه؟ ألا تهمّك مصداقيّتك؟
أليس من العيب والانتهازية، بعد أن لاقت مداخلتي حول الرقابة العنصرية في إسرائيل، كل الاستحسان من جمهور الحاضرين، أن يرفض الرفيق مفلح، وهو الذي يتذمّر دائما من تصرّفات قيادة الحزب، أن يرفض ما جاء في المداخلة حول رقابتنا الداخلية، وهو يعلم أكثر منّي، أنّ الحزب هو مَن علّمنا النقد والنقد الذاتي، وذوّت فينا أهميّتهما في حياة الحزب والمجتمع؟
أليس من العيب والانتهازية أن نقول، وهنا أقتبس ما جاء في مقال الرفيق توفيق: “ليس بهذا الأسلوب (المقصود أسلوب محمد هيبي)، يُمكن تصحيح الأخطاء، وليس بهذا الأسلوب يُمكننا أن نجنّد الجماهير إلى جانب حزبنا، وليس بهذا الأسلوب نبني حزبا يقود الجماهيرإلى برّ الأمان”. شعارات جميلة بلا شكّ، وأحبّها، ولكن ليس بالحبّ وحده يحيا الإنسان. الرفيق لينين سأل “ما العمل؟”. ومن جهة أخرى، ألم تنتهج أنت يا رفيقي الأسلوب نفسه في مقالك، الأسلوب الذي تنتقده، ولم تكن موضوعيا أيضا؟ وهل يحقّ لي أسألك ايضا: بأيّ أسلوب يُمكننا فعل ذلك يا رفيق؟ هل يُمكننا أن نفعل ذلك مثلا، بأسلوب “قصة الكرار”؟ إذا قرأت “نوم الغزلان” أو مقالي حوله أو كليهما، ستفهمني!
أليس من العيب والانتهازية، يا رفيق توفيق، أن تتّهمني بالإساءة لصحيفة “الاتحاد”، وأحد الأصدقاء من خارج البلاد، قرأ مقالي وردّك عليه، هاتفني وقال إنك قرأت مقالي قراءة مَسْحِيّة، يعني سريعة وسطحية. فليست في مقالي كلمة واحدة تُسيء لصحيفة “الاتحاد”، ولا لصديقي فؤاد نقّارة، بل أشدتُ بها وبمحرّريها، وبه وبنشاطه وبنادي حيفا الثقافي والمجلس الأرثوذكسي الوطني، وبالدور الذي يقومون به؟ تُهمتي التي أعترف بها هي أنّي انتقدت أخطاء الحزب وأخطاء صديقي فؤاد. فهل كان ذلك مُخجِلا لكي أخافه أو أخفيه؟ لمَ لا يكون العكس؟ وهل هو ذنبي أنا، أنّ غيري يخافه ويُخفيه؟ ألا تتفاقم آفات مجتمعنا، كالعنف وغيره، لأنّنا لا نواجهها؟ عد يا رفيق لقراءة “نوم الغزلان” وقراءة مقالاتي بتمعن، وبعدها قد تعتذر أنت لنفسك على الأقلّ. أمّا أنا، وبكل صدق وحبّ، ورغم أنك أخطأت بحقّي، حاشا لله أن أطلب منك اعتذارا، “إنتِ بتمون على رقبتي، ومسامحك دنيا وآخرة”. وسأبيّن لك لماذا أسامحك أيضا ولا أطلب اعتذارك. أولا لأنّ العفو من شيم الكرام، وثانيا لأنّك رفيقي الذي أحبّه وأحترم مسيرة نضاله مهما أخطأ، فمن يعمل يُخطئ. وثالثا، وهذا هو الأهمّ، أنّ لك مصداقية، فقد نشرت سيرتك الذاتية في كتاب، ولم تزيّف فيه الحقيقة ولم تزوّر التاريخ، كما فعل صاحبك في كتابه. ولو كنتَ قد زيّفت وزوّرت، لجاء مقالي هذا وغيره، “من قاع قاع الدست”، أي كما توقّعتَ في مقالك وأكثر. ولكنّك لم تفعل، وأعرف أنّ أخلاقك ووفاءك لتاريخك، تاريخنا، لا يسمحان لك أن تفعل. كل ما في الأمر، أنّ مقالك جاء غضبة للحزب، وإن كانت غضبة مضريّة متسرّعة ومغرقة في القَبَلية. وأنت تعرف أنّي أتحمل كلّ صفعاتك بحبّ ورضى، حتى هذه الأخيرة. السؤال: ماذا لو كان ردّك هذا موجّهًا لغيري؟ هل سيقدّم لك عنطرته رأسه كما فعلت أنا؟
ووصفتني في مقالك يا رفيق توفيق، بأنّني “لم يسلم من شرّي أحد”. يظهر أنّك لم تقرأ “نوم الغزلان” الذي دافعت عن صاحبه؟ أو قرأتَه قراءة مَسْحيّة كما قال صديقي. لماذا لم تغضب لكل هؤلاء الذين وقع شرّه عليهم، وعلى رأسهم الحزب وبعض قادته؟ وإذا كنتُ أنا شريرا حقّا، أليس مقالك، هو كذلك “من قاع الدست” وأكثر، أي أنّك قابلتَ الشرّ بالشرّ؟ هل بهذا الأسلوب ستقوّمني؟ كيف تلومني وقد أتيت فعلتي؟ لقد كان الفرق بيني وبينك، واعذرني هذه المرة، أنّ قراءتي للأمور كانت واعية أكثر، رغم أنّك أكثر وعيا منّي. وصحيح أنّها كانت قاسية، وأنت بكل تأكيد، إن لم تكن غاضبا، ألطف منّي بكثير، بينما جاءت قراءتك مَسْحية، سطحية ومتسرّعة، نابعة من غضبتك السابق ذكرها؟ تخيّل أنّني وقفت في عرابة وشتمتها وشتمت أهلها لا سمح الله، أليس من الجبن أن تسكت عن تصرّفي؟ إذن لماذا تطالبني أن أسكت عمّن وقف على أنقاض ميعار، وما أدراك ما ميعار بالنسبة لي ولغيري، وبصق عليها مع سبق الإصرار، هل هذا خطأ، كما وصفتَه قاصدا التخفيف من جرمه في مقالك.
تساؤلاتي كثيرة، وأعرف أنّها، يا رفيقيّ العزيزين، تقلقكما كما تقلقني. ولذلك أحتمل زلّتكما وأغفرها: أولا من باب الحبّ والاحترام والتقدير لشخصيكما وللعلاقة الرفاقية الطيبة التي تربطني بكما. وثانيا، من باب الشفقة الصادقة عليكما، لأنّني أشفق على نفسي أيضا، فقد تحمّلتما الكثير الكثير في مسيرة نضالكما كلّ هذه السنين، ولم تستطيعا محاسبة “الكبار” فـ “دبكتو وفشّيتو غُلْكو بالعبد الفقير، أخوكم الصغير”. فما المشكلة؟ ليست أكثر من سحابة صيف عمّا قريب تنقشع. وسأظلّ ثابتا على العهد، ولن أقابل خطأكما إلّا بالصفح والحبّ والقبلات.
ايه يا ” رفيق محمد” الم تعلمك كل هذه السنوات ان الحزب هو بقره مقدسه لا يجوز المس به وان بعض “الرفاق” بقرات مقدسة وخطوط حمر يحق لهم ما لا يحق لغيرهم؟!
الم تعلمك التجربةالعملية الطويلة انك مهما كنت جريئا صادقا ومنتقدا موضوعيًا بهدف التغيير الحقيقي لن يسمع رأيك بل ستصد وتعاقب ويلقى عليك الحرمان إذا ما دنوت من البقرات المقدسة
مع فائق احترامي لن يجديك نفعا سعيك للتغير مع هذا الإطار .
استخلص مما قرأت ان الرفاق لا يزالون يحيطون بالمسلة القديمة فان لم تضع راسك بين الرؤوس وتمشي الحيط الحيط وتداهن وتتزلف وتنافق لن تسلم .
دمت جريئا محبًا للحقيقة مناضلًا بكل ثمن لإظهارها .