هي رواية السّيرة التي تأخذ من السيرة الذاتية للراوي ما يبني الفعل الروائي مترافقا مع الفكرة التي بنى الروائي روايته عليها وهي المرأة والوطن.
استعرض الكاتب تاريخ الهجرة والتهجير والحركات السياسية والاجتماعية وبدايات التفسّخ الاجتماعي السياسي بلغة فيها روح الكتابة الصحافية حينا وروح السّخرية الأدبية حينا آخر. وأشار إلى قوّة المنطق في دحض الرّواية المقابلة بثقة وتوثيق وهي يستعرض قصص التشريد والتعذيب والقتل.
جمع الكاتب الروائي محمد هيبي أساليب متعددة في صفحات روايته هذه البالغة 365 صفحة، وأشار إلى أدباء بأسمائهم وأعمالهم ليقول: إنني أبني فوق ما بناه الآخرون بلغتي وتجربتي.
وقد تميّز الكاتب بلغته التصويرية ورسم التفاصيل الدقيقة للحدث والموقف وبانت قدرته على الوصف المؤثّر في بعض المواقف العاطفية التي خدمت هدف الرواية المنتصر للمرأة والحب: حب المرأة وحب الوطن الذي اتّخذ “المنارة” رمزا له.
رموز الرواية واضحة الدّلالة لا يجد القارئ عناء في فكّها وفهمها، ولعل الرمز الأبرز هو تعرّف الراوي على صديقته “سلوى” – التي سيعملان معا لاسترداد المنارة – في مناسبة الاحتفال بيوم الأرض، وكذا التفصيل في لباس العريس بالألوان الأربعة.
“نجمة النّمر الأبيض” تقدّم فائدة تاريخية ولغوية وأسلوبية وجمالية وتنتصر للتشبّث بالحق المغيّب.